الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1655 (5) باب

                                                                                              الحض على الصدقة

                                                                                              والنفقة على العيال والأقربين

                                                                                              [ 859 ] عن أبي ذر قال : خرجت ليلة من الليالي ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يمشي وحده ، ليس معه إنسان ، قال : فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد ، قال : فجعلت أمشي في ظل القمر ، فالتفت فرآني ، فقال : من هذا ؟ فقلت : أبو ذر جعلني الله فداءك ، قال : " يا أبا ذر تعاله " ، قال : فمشيت معه ساعة ، فقال : (إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة ، إلا من أعطاه الله خيرا ، فنفخ فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه ، وعمل فيه خيرا) ، قال : فمشيت معه ساعة ، فقال : (اجلس هاهنا) ، قال : فأجلسني في قاع حوله حجارة ، فقال لي : (اجلس هاهنا حتى أرجع إليك) ، قال : فانطلق في الحرة حتى لا أراه فلبث عني ، فأطال اللبث ، ثم إني سمعته وهو مقبل ، وهو يقول : (وإن سرق وإن زنى) ، قال : فلما جاء لم أصبر ، فقلت : يا نبي الله ! جعلني الله فداءك ، من تكلم في جانب الحرة ؟ ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا . قال : (ذاك جبريل عرض لي في جانب الحرة ، فقال : بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، فقلت : يا جبريل! وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم ، قال : قلت : وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم . قال : قلت : وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم . وإن شرب الخمر)

                                                                                              رواه أحمد (6 \ 395)، والبخاري (2388)، ومسلم (94 \ 32)، والترمذي (2644)، والنسائي (1120) عمل اليوم والليلة .

                                                                                              [ ص: 36 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 36 ] (5) ومن باب: الحض على الصدقة

                                                                                              قوله : " نفح " - بالفاء والحاء المهملة - ، ومعناه : أعطى ، وأصله : الرمي بالشيء . و " يمينه ، وشماله ، وبين يديه ، ووراءه " ; كلها منصوبة على الظرف ، معمولة لنفح " ، وذكر هذه الجهات كناية عن كثرة العطاء ، فكأنه يعطي السؤال من أي جهة أتوه .

                                                                                              والقاع " : المستوي من الأرض في انخفاض . و " الحرة " : الصحراء ذات الحجارة السود ، وجمعها : حرات . وقد تقدم الكلام على قوله : (وإن زنى وإن سرق) في كتاب الإيمان .




                                                                                              الخدمات العلمية