الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1679 [ 877 ] وعن حارثة بن وهب قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( تصدقوا فيوشك الرجل يمشي بصدقته فيقول الذي أعطيها : لو جئتنا بها بالأمس قبلتها ، فأما الآن فلا حاجة لي فيها ، فلا يجد من يقبلها)

                                                                                              رواه أحمد (4 \ 306)، والبخاري (1411)، ومسلم (1011)، والنسائي (5 \ 77) .

                                                                                              [ ص: 56 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 56 ] وقوله : ( تصدقوا فيوشك الرجل ) ; هذا الأمر حض على المبادرة إلى إخراج الصدقة . و " يوشك " : يسرع .

                                                                                              وقول المعطى له : ( لو جئتنا بها بالأمس قبلتها ) ; يعني : أنه قد استغنى عنها بما أخرجت الأرض ، كما قال في الحديث الآخر : ( تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب ) ، قال ابن السكيت : الفلذ لا يكون إلا للبعير ، وهي : القطع المقطوعة طولا . وحكى أبو عبيد عن الأصمعي : الحزة والفلذة : ما قطع طولا من اللحم ، ولم يخص كبدا من غيره .

                                                                                              والأسطوان " - بضم الهمزة والطاء - : السواري ، واحدتها : أسطوانة .

                                                                                              وهذا عبارة عما تخرج الأرض من الكنوز والندرات ، وهذا معنى قوله تعالى : وأخرجت الأرض أثقالها ; أي : كنوزها ، على أحد التفسيرين ، وقيل : موتاها .




                                                                                              الخدمات العلمية