الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1698 [ 889 ] وعنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال رجل : لأتصدقن الليلة بصدقة ، فخرج بصدقته ، فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون : تصدق الليلة على زانية . قال : اللهم لك الحمد على زانية . لأتصدقن بصدقة ، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني ، فأصبحوا يتحدثون : تصدق على غني قال : اللهم لك الحمد على غني . لأتصدقن بصدقة ، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون : تصدق على سارق . فقال : اللهم لك الحمد على زانية ، وعلى غني ، وعلى سارق ، فأتي فقيل له : أما صدقتك فقد قبلت ، أما الزانية فلعلها تستعف عن زناها ، ولعل الغني يعتبر فينفق مما أعطاه الله ، ولعل السارق يستعف بها عن سرقته) .

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 350)، والبخاري (1421)، ومسلم (1022)، والنسائي (5 \ 55-56) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقول المتصدق : " اللهم لك الحمد ، على زانية " ; إشعار بألم قلبه ; إذ ظن أن صدقته لم توافق محلها ، وأن ذلك لم ينفعه ، ولذلك كرر الصدقة ، فلما علم الله صحة نيته تقبلها منه ، وأعلمه بفوائد صدقاته .

                                                                                              ويستفاد منه : صحة الصدقة وإن لم توافق محلا مرضيا ، إذا حسنت نية المتصدق . فأما لو علم المتصدق أن المتصدق عليه يستعين بتلك الصدقة على معصية الله لحرم عليه ذلك ، فإنه من باب التعاون على الإثم والعدوان .




                                                                                              الخدمات العلمية