الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1717 [ 903 ] وعنه قال : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم قال : (إن هذا المال خضرة حلوة ، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى) .

                                                                                              رواه أحمد (3 \ 334)، والبخاري (1419)، ومسلم (1035)، والنسائي (5 \ 60 و 100 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله : ( إن هذا المال خضرة حلوة ) ; أي : روضة خضراء ، أو شجرة ناعمة غضة مستحلاة الطعم .

                                                                                              وقوله : ( فمن أخذه بطيب نفس ) ; أي : بسخاوتها ، وقلة حرصها ، بورك له فيه ; أي : انتفع صاحبه في الدنيا بالتنمية ، وفي الآخرة بأجر النفقة . وإشراف النفس " : هو حرصها وتشوفها .

                                                                                              وقوله : (ولم يبارك له فيه) ; أي : لا ينتفع به صاحبه ; إذ لا يجد لذة نفقته ، [ ص: 82 ] ولا ثواب صدقته ، بل يتعب بجمعه ، ويذم بمنعه ، ولا يصل إلى شيء من نفعه . ولا شك في أن الحرص على المال وعلى الحياة الدنيا مذموم ، مفسد للدين ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - : (ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم ، بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه) .




                                                                                              الخدمات العلمية