الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1733 [ 913 ] وعن عبد الله بن السعدي المالكي ، أنه قال : استعملني عمر بن الخطاب على الصدقة ، فلما فرغت منها وأديتها إليه ، أمر لي بعمالة ، فقلت : إنما عملت لله وأجري على الله ، فقال : خذ ما أعطيت ، فإني عملت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعملني ، فقلت مثل قولك ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق) .

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 52)، ومسلم (1045) (112)، وأبو داود (1647)، والنسائي (5 \ 102) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              والعمالة : ما يعطاه العامل على عمله ، وهي الأجرة ، وعملني : أعطاني أجر عملي .

                                                                                              وقوله : ( فكل وتصدق ) ; يحصل منه: أنه حلال طيب ، يصلح للأكل والتصدق وغيرهما . فأما ما لا يكون كذلك ، فلا يصلح لشيء من ذلك كما تقدم ، وحديث عبد الله بن السعدي هذا فيه انقطاع ، فإن مسلما رواه من حديث السائب بن يزيد عن ابن السعدي ، وبينهما رجل ، وهو : حويطب بن عبد العزى ، قاله النسائي وغيره .

                                                                                              وفي هذا الإسناد أربعة من الصحابة ، يروي بعضهم عن بعض : السائب ، وحويطب ، وعبد الله بن السعدي .

                                                                                              والسعدي اسمه : قدامة . وقيل : عمرو ، وهو قرشي عامري ، مالكي من بني مالك بن حسل .

                                                                                              وهذا الحديث أصل في أن كل من عمل للمسلمين عملا من أعمالهم العامة : كالولاية ، والقضاء ، والحسبة ، والإمامة ، فأرزاقهم في بيت مال المسلمين ، وأنهم يعطون ذلك بحسب عملهم .




                                                                                              الخدمات العلمية