الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2008 [ 1040 ] وعنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر .

                                                                                              رواه أحمد (6 \ 40-41)، والبخاري (2024)، ومسلم (1174) ، وأبو داود (1376)، والترمذي (438)، والنسائي (3 \ 217-218)، وابن ماجه (1768) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقول عائشة -رضي الله عنها- : (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر أحيا الليل) ; أي : بالصلاة ، و ( أيقظ أهله ) لذلك . وفيه : حث الأهل على القيام للنوافل ، وحملهم على تحصيل الخير والثواب . ويفهم منه تأكيد القيام في هذا العشر على غيره .

                                                                                              و ( جد ) ; أي : اجتهد . و ( شد المئزر ) ; أي : امتنع عن النساء . وهذا أولى من قول من قال : إنه كناية عن الجد والاجتهاد ; لأنه قد ذكر ذلك ، فحمل هذا على فائدة مستجدة أولى .

                                                                                              وقد ذهب بعض أئمتنا : إلى أنه عبارة عن الاعتكاف . وفيه بعد ; لقولها : أيقظ أهله . وهذا يدل على أنه كان معهم في البيت ، وهو كان في حال اعتكافه في المسجد ، وما كان يخرج منه إلا لحاجة الإنسان ، على أنه يصح أن يوقظهن من موضعه من باب الخوخة التي كانت له إلى بيته في المسجد ، والله أعلم .

                                                                                              فإن حملناه على الاعتكاف فهم منه : أن المعتكف لا يجوز له أن يقرب النساء بمباشرة ، ولا استمتاع فما فوقهما ، ويدل عليه قوله تعالى : ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد فإن وقع منه الجماع فسد اعتكافه ليلا كان أو نهارا بالإجماع .

                                                                                              ثم : هل عليه كفارة ؟ فالجمهور : على أن لا . [ ص: 250 ] وذهب الحسن والزهري : إلى أن عليه ما على المواقع أهله في نهار رمضان . ورأى مجاهد : أن يتصدق بدينارين . وأجرى مالك ، والشافعي في أحد قوليه ; الجماع فيما دون الفرج ، وجميع التلذذات : من القبلة ، والمباشرة مجرى الجماع في الإفساد ; لعموم قوله : ولا تباشروهن ورأى أبو حنيفة وأصحابه : إفساده بالإنزال كيفما كان .




                                                                                              الخدمات العلمية