الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2122 [ 1085 ] وعنها قالت: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأربع مضين من ذي الحجة، أو خمس ، فدخل علي وهو غضبان فقلت: من أغضبك يا رسول الله ! أدخله الله النار ؟ قال: أو ما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون ، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى أشتريه، ثم أحل كما حلوا .

                                                                                              رواه مسلم (1211) (130) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقولها : ( من أغضبك أدخله الله النار ) ; كأنها سبق لها : أن الذي يغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو منافق ، فدعت عليه بذلك .

                                                                                              وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ، ولجعلتها عمرة ) ; هذا يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - ما أحرم به متحتما متعينا عليه . وأنه كان مخيرا بين أنواع الإحرام ، فأحرم بأحدها ، ثم إنه لما قلد الهدي لم يمكنه أن يتحلل حتى ينحره يوم النحر بمحله . فمعنى الكلام : لو ظهر لي قبل الإحرام ما ظهر عند دخول مكة من توقف الناس عن التحلل بالعمرة لأحرمت بعمرة ، ولما سقت الهدي ، وإنما قال ذلك تطييبا لنفوسهم ، وتسكينا لهم .

                                                                                              وقوله : ( حتى أشتريه ) ; يعني بمكة ، أو ببعض جهاتها .




                                                                                              الخدمات العلمية