الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2178 (24) باب إباحة العمرة في أشهر الحج

                                                                                              [ 1108 ] عن ابن عباس قال: كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفرا، ويقولون: إذا برأ الدبر ، وعفا الأثر ، وانسلخ صفر ، حلت العمرة لمن اعتمر. قدم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه صبيحة رابعة ، مهلين بالحج ، فأمرهم أن يجعلوها عمرة . فتعاظم ذلك عندهم فقالوا: يا رسول الله! أي الحل ؟ قال: الحل كله .

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 252)، والبخاري (1564)، ومسلم (1240) (198)، وأبو داود (1987)، والنسائي (5 \ 180) .

                                                                                              [ ص: 363 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 363 ] (24) ومن باب: إباحة العمرة في أشهر الحج

                                                                                              قوله : ( كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ) أي : من أفحش الفواحش ، ويعني أهل الجاهلية ، وكان ذلك من تحكماتهم المبتدعة .

                                                                                              وقوله : ( ويجعلون المحرم صفر ) أي : يسمونه به ، وينسبون تحريمه إليه ، لئلا يتوالى عليهم ثلاثة أشهر حرم ، فتضيق عليهم بذلك أحوالهم. وحاصله : أنهم كانوا يحلون من الأشهر الحرم ما احتاجوا إليه ، ويحرمون مكان ذلك غيره ، وكان الذين يفعلون ذلك يسمون : النسأة ، وكانوا أشرافهم. وفي ذلك قال شاعرهم :


                                                                                              ألسنا الناسئين على معد شهور الحل نجعلها حراما

                                                                                              فرد الله تعالى كل ذلك بقوله تعالى : إنما النسيء زيادة في الكفر الآية .

                                                                                              وقوله : ( ويقولون : إذا برأ الدبر ، وعفا الأثر ، وانسلخ صفر ، حلت العمرة لمن اعتمر ) فـ ( برأ ) : أفاق . و ( الدبر ) يعني به : دبر ظهور الإبل عند انصرافها من الحج . و ( عفا الأثر ) : انمحى ودرس. الخطابي : يعني أثر الدبر. وفيه بعد. وقال غيره : يعني أثر الحاج من الطرق. و (عفا) من الأضداد . يقال : عفا الشيء : كثر ، وقل ، وظهر وخفي ، مثله.




                                                                                              الخدمات العلمية