الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2209 [ 1119 ] وعنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استقبل فرضتي الجبل الطويل الذي بينه وبين الكعبة ، الذي بني، ثم يسار المسجد الذي بطرف الأكمة ، ومصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسفل منه على الأكمة السوداء ، يدع من الأكمة عشرة أذرع، أو نحوها، ثم يصلي مستقبل الفرضتين من الجبل الطويل الذي بينك وبين الكعبة .

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 87)، والبخاري (492)، ومسلم (1260) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (29) ومن باب: المبيت بذي طوى والاغتسال قبل دخول مكة

                                                                                              (ذو طوى) - بفتح الطاء والقصر - هو : واد بمكة ، قاله الأصمعي . قال : والذي بطريق الطائف ممدود . وحكى بعض اللغويين : ذو طوى - بضم الطاء والقصر - الذي بمكة ، وذو طواء - بالفتح والمد - حكاه ابن بطال ، وكذا ذكره [ ص: 373 ] ثابت ، وضبطه الأصيلي بكسر الطاء ، ولا خلاف في أن المبيت بذي طوى ، ودخول مكة نهارا ليس من المناسك ، لكن إن فعل ذلك اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وتتبعا لمواضعه ، كان له في ذلك ثواب كثير ، وخير جزيل. وقد تقدم الكلام على أفعال الحج وأحكامها .

                                                                                              و (الأكمة) : الكوم الغليظ الضخم . و (ثم) - بفتح الثاء المثلثة : إشارة إلى موضع مخصوص معروف . وهو مبني على الفتح ، يوقف عليه بالهاء . فيقال : ثمه . و (فرضتا الجبل) : موضعان منخفضان منه ، وكأنهما نقبان أو طريقان . و (الفرضة) : الحز الذي يدخل فيه الوتر. وأصل الفرض : القطع . وهذا التحديد والتحقيق الذي صدر من ابن عمر في تعيين مواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - دليل على شدة عنايته ، وتهممه بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى أنه من قصد تلك المواضع متبركا بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالصلاة فيها حصل على حظ عظيم وثواب جزيل .




                                                                                              الخدمات العلمية