الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2340 (44) باب

                                                                                              من بعث بهدي لا يلزمه أن يجتنب ما يجتنبه المحرم ، وفي ركوب الهدي

                                                                                              [ 1176 ] عن عمرة بنت عبد الرحمن أن زيادا كتب إلى عائشة أن عبد الله بن عباس قال: من أهدى هديا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر الهدي ، وقد بعثت بهديي فاكتبي إلي بأمرك . قالت عمرة: قالت عائشة: ليس كما قال ابن عباس ، أنا فتلت قلائد هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي، ثم قلدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيديه، ......... ثم بعث بها مع أبي ، فلم يحرم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيء أحله الله له حتى نحر الهدي .

                                                                                              رواه أحمد ( 6/ 78 و 85) والبخاري ( 1696)، ومسلم ( 1321) (369)، وأبو داود (1757 و 1759)، والترمذي (908)، والنسائي ( 5/ 171)، وابن ماجه (3098).

                                                                                              [ ص: 421 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 421 ] (44) ومن باب: من بعث بهدي لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم

                                                                                              قوله : ( عن عمرة بنت عبد الرحمن : أن زيادا كتب إلى عائشة ) ; كذا هو الصواب ، وهو : زياد بن أبي سفيان ، وكذا هو في جميع "الموطآت" ، وفي " البخاري " . ورواية من رواه : (أن ابن زياد ) خطأ. وما حكاه زياد عن ابن عباس هو مذهبه ، ومذهب ابن عمر ، وعطاء ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير . وحكاه الخطابي عن أصحاب الرأي . وما أسندته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي عمل به جمهور العلماء ، ما خلا من ذكر .

                                                                                              و ( القلائد ) : جمع قلادة ، وهو ما يجعل في العنق من خيط أو سير.

                                                                                              و ( العهن ) : الصوف المصبوغ ألوانا ; قاله الخليل . وقال غيره : كل صوف عهن .

                                                                                              وقولها : ( أنا فتلت قلائد هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قلدها ) ; يدل على [ ص: 422 ] تجويدها لتلك الرواية ، وأنها اعتنت بالقصة ، وحققتها . وفيه ما يدل على أن من بعث بهديه قلده ، وأشعره من موضعه بخلاف من حمله معه ، فإنه يقلده من موضع إحرامه .

                                                                                              وقولها : ( ثم بعث بها مع أبي ) ; كان هذا - والله أعلم - حين بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - على الحج أميرا ، ثم أردفه بعلي لينبذ للناس عهدهم ، كما تقدم. وقد مضى الكلام في الإشعار والتقليد .




                                                                                              الخدمات العلمية