الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3495 [ 1346 ] وفي حديث أبي أيوب : "خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت" .

                                                                                              رواه مسلم (1883).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و ( الغدوة ) - بفتح الغين- : واحدة المشي في الغدو . وبضم الغين : وهو البكور . و ( الروحة ) : المشية في الرواح ، وهو الرجوع بالعشي. وأول العشي : الزوال . وقد تقدم هذا في الجمعة .

                                                                                              وقوله : ( خير من الدنيا وما فيها" ) ، وفي الرواية الأخرى : ( مما طلعت عليه الشمس ) ; يعني : أن الثواب الحاصل على مشية واحدة في الجهاد خير لصاحبه من [ ص: 710 ] الدنيا كلها لو جمعت له بحذافيرها . وهذا كما قال في الحديث الآخر : (وموضع قوس أحدكم أو سوطه في الجنة خير من الدنيا وما فيها) . هذا منه -صلى الله عليه وسلم- إنما هو على ما استقر في النفوس من تعظيم ملك الدنيا . وأما على التحقيق فلا تدخل الجنة تحت (أفعل) إلا كما يقال : العسل أحلى من الخل . وقد قيل : إن معنى ذلك- والله أعلم- أن ثواب الغدوة والروحة أفضل من الدنيا وما فيها لو ملكها مالك ، فأنفقها في وجوه البر والطاعة غير الجهاد . وهذا أليق ، والأول أسبق .




                                                                                              الخدمات العلمية