الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3041 [ 1724 ] وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض مؤمن إلا أنا أولى الناس به، فأيكم ما ترك دينا أو ضياعا فأنا مولاه، وأيكم ما ترك مالا فإلى العصبة من كان".

                                                                                              وفي رواية: "فأيكم ما ترك دينا أو ضيعة فادعوني فأنا وليه، وأيكم ما ترك مالا فليؤثر به عصبته من كان".

                                                                                              رواه مسلم (1619) (15). [ ص: 576 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 576 ] وقوله: " فأيكم ما ترك ضياعا فأنا مولاه "، " ما " هنا زائدة، تقدير الكلام: فأيكم ترك. و " ضياعا " بفتح الضاد لا غير، وهو ما يحتاج إلى الإصلاح، والضياع في الأصل مصدر ضاع، ثم جعل اسما لكل ما هو بصدد أن يضيع من عيال وبنين لا كافل لهم، ومال لا قيم له، وسميت الأرض ضيعة لأنها معرضة للضياع، وتجمع: ضياعا - بكسر الضاد. وفي رواية: " من ترك كلا " مكان " ضياعا "، والكل بفتح الكاف ما يتحمله الإنسان مما يشق عليه ويثقله، فكأنه قد كل تحته لثقله كلالا.

                                                                                              وقوله: " من ترك مالا فليؤثر به عصبته من كان "؛ يعني إذا لم يكن معه ذو سهم أو فضل شيء عن ذوي السهام. ورواية من رواه: " فهو لورثته " أتقن.




                                                                                              الخدمات العلمية