الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              309 (65) باب شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمه في التخفيف عنه

                                                                                              [ 155 ] عن العباس ; قال : قلت : يا رسول الله ! إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك فهل نفعه ذلك ؟ قال : نعم ، وجدته في غمرات من النار ، فأخرجته إلى ضحضاح .

                                                                                              وفي رواية : لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار.

                                                                                              رواه أحمد ( 1 \ 206 - 210 ) ، والبخاري ( 6208 ) ، ومسلم ( 209 ) .

                                                                                              [ ص: 456 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 456 ] (65) ومن باب شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمه أبي طالب في التخفيف عنه

                                                                                              (قوله : " كان يحوطك ") أي : يحفظك . و " ينصرك " : يعينك ، والنصرة . العون ، تقول العرب : أرض منصورة ; أي : معانة على إنباتها بالمطر . وقد كان أبو طالب يمنعه ممن يريد به مكروها ، ويعينه على ما كان بصدده .

                                                                                              و " غمرات " - بالميم - : جمع غمرة ، وهي ما يغطي الإنسان ويغمره ، مأخوذ من الماء الغمر ، وهو الكثير . وقد وقع في بعض النسخ غبرات ، وهو تصحيف ولا معنى للغبرات هنا ، و " الضحضاح " : ما رق من الماء على وجه الأرض ، ومنه قول عمرو في عمر : أنه جانب غمرتها ، ومشى ضحضاحها ، وما ابتلت قدماه ، يعني : لم يتعلق من الدنيا بشيء .

                                                                                              والدرك في مراتب التسفل والنزول ، كالدرج في مراتب العلو والارتفاع ، ويراد به آخر طبق في أسفل النار ، وهو أشد أطباق جهنم عذابا ، ولذلك قال تعالى : إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار [ النساء : 145 ] وكان أبو طالب يستحق ذلك ; إذ كان قد علم صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع حالاته ، ولم يخف عليه شيء من أموره من مولده إلى حين اكتهاله ، ولذلك كان يقول لعلي ابنه : اتبعه ، فإنه لا يرشدك إلا إلى خير أو حق أو كما قيل عنه .




                                                                                              الخدمات العلمية