الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3256 [ 1824 ] وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة، ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه. قالوا: يا رسول الله، وكيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يقريه به.

                                                                                              رواه أحمد (4 \ 31) (6 \ 385) والبخاري (6135) ومسلم (48) في اللقطة (15 و 16) وأبو داود (3748) والترمذي (1968) وابن ماجه (3675).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقيل: معنى [ ص: 199 ] (يؤثمه): يحرجه، فيقع في الإثم. وقد جاء ذلك مفسرا في بعض الروايات: (حتى يحرجه) فإن تحمل المضيف شيئا من ذلك; فهو صدقة منه على الضيف، فحقه أن يأنف منها، ولا يقبلها، لا سيما إن لم يكن أهلا لها، فإنها تحرم عليه.

                                                                                              وقيل: معنى قوله: ( جائزته يوم وليلة ) أن ذلك حق المجتاز، ومن أراد الإقامة فثلاثة أيام.

                                                                                              و( جائزته ) هنا: مرفوع بالابتداء، وخبره: ( يوم وليلة ). وقيل: الجائزة غير الضيافة، يضيفه ثلاثة أيام، ثم يعطيه ما يجوز به مسافة يوم وليلة. قال الهروي : والجيزة: قدر ما يجوز به المسافر من منهل إلى منهل، وما ذكرناه أولى للمساق والمعنى.

                                                                                              و(قوله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) يعني: أن المصدق بالثواب والعقاب المترتبين على الكلام في الدار الآخرة لا يخلو من [ ص: 200 ] إحدى الحالتين. إما أن يتكلم بما يحصل له ثوابا وخيرا فيغنم، أو يسكت عن شيء يجلب له عقابا وشرا فيسلم. وعلى هذا: فتكون (أو) للتنويع والتقسيم، وقد أكثر الناس في تفصيل آفات الكلام، وهي أكثر من أن تدخل تحت حصر ونظام.

                                                                                              وحاصل ذلك: أن آفات اللسان أسرع الآفات للإنسان، وأعظمها في الهلاك والخسران، فالأصل ملازمة الصمت إلى أن تتحقق السلامة من الآفات، والحصول على الخيرات، فحينئذ تخرج تلك الكلمة مخطومة وبأزمة التقوى مزمومة. والله الموفق.




                                                                                              الخدمات العلمية