الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3792 [ 1918 ] وعن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال: إنكم لا تدرون في أيه البركة.

                                                                                              رواه مسلم (2033) (133).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و(قوله: فلا يمسحها حتى يلعقها أو يلعقها ) هذا يدل على جواز مسح اليد من الطعام بالمنديل قبل الغسل، لكن بعد لعقها، وهو محمول على ما إذا لم يكن في الطعام غمر، فأما إذا كان فيه غمر فينبغي أن يغسلها؛ لما جاء في الترمذي من حديث أبي هريرة مرفوعا: ( من نام وفي يده غمر; فأصابه شيء; فلا [ ص: 300 ] يلومن إلا نفسه ) قال: حديث حسن غريب.

                                                                                              وقد ذهب قوم إلى استحباب غسل اليد قبل الطعام وبعده لما رواه الترمذي من حديث سلمان : أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ( بركة الطعام الوضوء قبله وبعده ). وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر، وبعده ينفي اللمم ) . ولا يصح شيء منهما.

                                                                                              وكرهه قبله كثير من أهل العلم، منهم: سفيان ، ومالك ، والليث . قال مالك : هو من فعل الأعاجم. واستحبوه بعده. وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه شرب لبنا، فمضمض وقال: (إن له دسما) وأمر بالمضمضة من اللبن. وقد روي عن مالك أنه كره ذلك، وقال: وقد تؤول على أن يتخذ ذلك سنة، أو في طعام لا دسم فيه. والله تعالى أعلم.

                                                                                              و(قوله: يلعقها ) ثلاثيا; أي: يلعقها بنفسه. والثاني - رباعيا - أي: [ ص: 301 ] يجعل غيره يلعقها. وهذا كله يدل على استحباب لعق الأصابع إذا تعلق بها شيء من الطعام، كما قدمناه. لكنه في آخر الطعام، كما نص عليه، لا في أثنائه; لأنه يمس بأصابعه بزاقه في فيه إذا لعق أصابعه ثم يعيدها، فيصير كأنه يبصق في الطعام، وذلك مستقذر مستقبح.




                                                                                              الخدمات العلمية