الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3804 (9) باب في أكل الدباء والقديد

                                                                                              [ 1927 ] عن أنس بن مالك قال: إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا من شعير، ومرقا فيه دباء وقديد، قال أنس: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ.

                                                                                              وفي رواية: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من ذلك الدباء ويعجبه، قال: فلما رأيت ذلك; وجعلت ألقيه إليه، ولا أطعمه. قال أنس: فما زلت يعجبني الدباء.

                                                                                              وفي أخرى: قال أنس: فما صنع لي طعام بعد أقدر على أن يصنع فيه دباء إلا صنع.

                                                                                              رواه البخاري (2092) ومسلم (2041) (144 و 145) وأبو داود (3782) والترمذي (1850). [ ص: 314 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 314 ] (9 و 10) ومن باب أكل الدباء والقديد والتمر

                                                                                              الدباء: اليقطين. واحده: دباءة - ممدود - وقد حكى فيه القصر: ابن السراج ، وليس معروفا، وعليه فيكون واحده دبأة.

                                                                                              و(قول أنس : وجعلت ألقيه إليه ) دليل على جواز مناولة بعض المجتمعين على الطعام لبعض شيئا منه، ولا ينكر على من فعل ذلك; وإنما الذي يكره: أن يتناول شيئا من أمام غيره، أو يتناول من على مائدة من مائدة أخرى، فقد كرهه ابن المبارك .

                                                                                              و( تتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - الدباء من حوالي القصعة ): إنما كان ذلك لأن الطعام كان مختلفا، فكان يأكل ما يعجبه منه - وهو الدباء - ويترك ما لا يعجبه - وهو القديد - وقد قدمنا جواز ذلك.




                                                                                              الخدمات العلمية