الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4069 [ 2132 ] وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا - ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها: باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى به سقيمنا بإذن ربنا.

                                                                                              وفي رواية: ليشفى.

                                                                                              وفي أخرى: ليشفى سقيمنا.

                                                                                              رواه أحمد (6 \ 93) والبخاري (5745) ومسلم (2194) وأبو داود (3895) وابن ماجه (3521).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله: " كان إذا اشتكى الإنسان منا أو كانت به قرحة أو جرح " يدل على جواز الرقي من كل الأمراض والجراح والقروح، وأن ذلك كان أمرا فاشيا بينهم معمولا به عندهم.

                                                                                              ووضع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبابته بالأرض ورقاه بها يدل على استحباب ذلك عند الرقي، وزعم بعض علمائنا أن ذلك معلل بأن تراب الأرض لبرودته ويبسه يقوي الموضع الذي به الألم ويمنع انصباب المواد إليه بيبسه وتجفيفه مع منفعته في تجفيف الجراح وإدمالها. وقال في الريق: إنه يختص بالتحليل والإنضاج والإدمال وإبراء الجراحات والأورام والثآليل، لا سيما من الصائم والجائع.

                                                                                              [ ص: 580 ] قلت: وهذا إنما يكون عند المعالجة والشروع فيها على قوانينها من مراعاة مقدار التراب والريق وملازمة ذلك في أوقاته.

                                                                                              وأما النفث ووضع السبابة على الأرض فلا يتعلق منها بالمرقي شيء له بال ولا أثر، وإنما هذا من باب التبرك بأسماء الله تعالى وبآثار رسوله صلى الله عليه وسلم، وأما الريق ووضع الإصبع وما أشبه ذلك فإما أن يكون ذلك لخاصية فيه وإما أن يكون ذلك لحكمة إخفاء آثار القدرة بمباشرة الأسباب المعتادة، والله تعالى أعلم.




                                                                                              الخدمات العلمية