الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4306 [ 2275 ] وعن عبادة بن الصامت قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي كرب لذلك، وتربد وجهه ونكس رأسه، ونكس أصحابه رؤوسهم، فلما أتلي عنه رفع رأسه.

                                                                                              رواه أحمد ( 5 \ 317 )، ومسلم (2334 و 2335).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله: " كان إذا أنزل عليه الوحي كرب لذلك ") وجدناه بتقييد من يوثق بتقييده مبنيا لما لم يسم فاعله، أي: أصيب بالكرب، وهو الألم والغم. و " تربد وجهه ": علته ربدة وهي: لون بين السواد والغبرة، ومنه قيل للنعام: ربد، وجمع ربداء، كحمراء وحمر. وتنكيس النبي صلى الله عليه وسلم رأسه لثقل ما يلقى عليه، ولشدة ما يجده من الكرب. وتنكيس أصحابه رؤوسهم عند ذلك استعظام لذلك الأمر، وهيبة له.

                                                                                              [ ص: 174 ] و (قوله: " فلما أتلي عنه رفع رأسه ") اختلف الرواة في هذا الحرف. قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: قيده شيخنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الجياني بضم الهمزة، وتاء باثنتين من فوقها ساكنة، ولام مكسورة، مثل: أعطي، وعند الفارسي مثله، إلا أنه بثاء مثلثة، وعند العذري من طريق شيخه الأسدي : بكسر الثاء المثلثة: أثل مثل: ضرب. وكان عند شيخنا الحافظ أبي علي : " أجلي " بالجيم مثل: أعطي، وعند ابن ماهان : " انجلى " بالنون، وكذا رواه البخاري ، وهاتان الروايتان لهما وجه، أي: انكشف عنه وذهب، وفرج عنه. يقال: انجلى عنه الغم، وأجليته، أي: فرجته فتفرج، وأجلوا عن قتيل، أي: برحوا عنه وتركوه، ورواه البخاري في كتاب الاعتصام: فلما صعد الوحي. وهو صحيح، وفي البخاري في سورة سبحان: فلما نزل الوحي. وكذا في مسلم في حديث سؤال اليهودي، وهذا وهم بين، ورواه ابن أبي خيثمة : فلما أعلى عنه، أي: نحي عنه. كما قال أبو جهل : اعل عني، أي: تنح. نقلته من كتاب " مشارق الأنوار " للقاضي .




                                                                                              الخدمات العلمية