الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4439 [ 2325 ] وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد".

                                                                                              وفي رواية: فتحرك الجبل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد". وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص.

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 419 )، ومسلم (2417)، والترمذي (3696).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله: " فتحركت الصخرة، فقال: اهدأ فما عليك ") كذا صح هذا اللفظ هنا بسكون الهمزة على أنه أمر من " هدأ " المذكر، وعليك: بفتح كاف خطاب المذكر، مع أنه افتتح الكلام بذكر الصخرة، فكان حق خطابها أن يقال: اهدئي فما عليك، فتخاطب خطاب المؤنث، لكنه لما كانت تلك الصخرة جبلا خاطبها خطاب المذكر، وقد تقدم مثل هذا كثيرا.

                                                                                              و (قوله: " فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد ") بأو التي هي للتقسيم [ ص: 291 ] والتنويع، فالنبي: رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصديق: أبو بكر ، والشهيد: من بقي رضي الله عنهم، وهذا من دلائل صحة نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن هؤلاء كلهم قتلوا شهداء. فأما عمر : فقتله العلج، وأما عثمان فقتل مظلوما، وعلي : غيلة، وأما طلحة والزبير : فقتلا يوم الجمل منصرفين عنه تاركين له، وأما أبو عبيدة فمات بالطاعون، والموت فيه شهادة.




                                                                                              الخدمات العلمية