الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4469 [ 2347 ] وعنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى". قالت: فقلت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: "أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد ! وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم". قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك.

                                                                                              رواه أحمد ( 6 \ 61 و 213)، والبخاري (5228)، ومسلم (2439).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله: " إني لأعلم إذا كنت علي راضية، وإذا كنت علي غضبى ") غضب عائشة على النبي صلى الله عليه وسلم للأسباب التي ذكرناها في حديث خديجة ، أو لبعضها، والغالب: أنها كانت للغيرة التي لا تتمالك المرأة فيها.

                                                                                              قال القاضي عياض : يعفى عن النساء في كثير من الأحكام لأجل الغيرة، حتى قد ذهب مالك وغيره من علماء المدينة إلى إسقاط الحد عن المرأة إذا رمت زوجها بالزنى.

                                                                                              و (قولها: " أجل والله ! ما أهجر إلا اسمك ") أجل: يعني: نعم. وتعني بذلك [ ص: 323 ] أنها، وإن أعرضت عن ذكر اسمه في حالة غضبها، فقلبها مغمور بمحبته صلى الله عليه وسلم لم يتغير منها شيء. وفي هذا ما يدل على ما كانا عليه من صفاء المحبة وحسن العشرة، وفيه ما يدل على: أن الاسم غير المسمى، وهي مسألة اختلف فيها أهل اللسان والمتكلمون، وللكلام فيها مواضع أخر.




                                                                                              الخدمات العلمية