الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5350 [ 2865 ] وعن ابن عباس قال : لقي ناس من المسلمين رجلا في غنيمة له فقال : السلام عليكم ! فأخذوه فقتلوه ، وأخذوا تلك الغنيمة ، فنزلت : ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا ) [ النساء : 94 ] . وقرأها ابن عباس : " السلام " .

                                                                                              رواه البخاري (4561) ، ومسلم (3025) ، وأبو داود (3974) ، والترمذي (3033) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا [ النساء : 94 ] ، هذه قراءة ابن عباس وجماعة من القراء ; " السلام " بألف ، يعنون به التحية ، وقرأه جماعة أخرى " السلم " بغير ألف يعنون بذلك الصلح ، والقراءتان في السبع ، وقرأ ابن وثاب " السلم " بكسر السين وسكون اللام ، وهي لغة في السلم الذي هو الصلح .

                                                                                              و ( قوله : تبتغون عرض الحياة الدنيا [ النساء : 94 ] ) ; أي : تريدون المال وما يعرض من الأعراض الدنيوية .

                                                                                              [ ص: 338 ] و (قوله : فعند الله مغانم كثيرة [ النساء : 94 ] ; أي : إن اتقيتم الله وكففتم عما ينهاكم عنه سلمكم وغنمكم .

                                                                                              و (قوله : كذلك كنتم من قبل [ النساء : 94 ] ; أي : قبل الهجرة حين كنتم تخفون الشهادة . وقيل : من قبل أن تعرفوا الشهادة .

                                                                                              فمن الله عليكم ; أي بالإسلام وبإعزازكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فتبينوا : من البيان ، وتثبتوا : من التثبت . والقراءتان في السبع ، وتفيدان وجوب التوقف والتبين عند إرادة الأفعال إلى أن يتضح الحق ويرتفع الإشكال .




                                                                                              الخدمات العلمية