الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5003 (13) ومن سورة مريم

                                                                                              [ 2889 ] عن خباب قال : كان لي على العاص بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه ، فقال لي : لن أقضيك حتى تكفر بمحمد ! قال : فقلت له : لن أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث ! قال : وإني لمبعوث من بعد الموت ؟ فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد ! قال : فنزلت هذه الآية : أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا إلى قوله : ويأتينا فردا [ مريم : 77 - 80 ]

                                                                                              وفي رواية قال خباب : كنت قينا في الجاهلية ، فعملت للعاص بن وائل عملا ، فأتيته . . . وذكره .

                                                                                              رواه البخاري (4733) ، ومسلم (2795) (35 و 36) ، والترمذي (3161) .

                                                                                              [ ص: 361 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 361 ] (13) ومن سورة مريم

                                                                                              (قول خباب " كنت قينا في الجاهلية " ) ; أي : حدادا ، وهذا أصل هذا اللفظ ، وقد يقال على كل صانع ، وقد تقدم ذلك .

                                                                                              و (قوله تعالى : أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا [ مريم : 78 ] ; أي : أنظر في اللوح المحفوظ فرأى أمنيته أم أعطاه الله موثقا بذلك ، وهذا توبيخ له على جهله وتحكمه ، ثم إنه تعالى نفى ذلك وزجره عنه وتوعده عليه بقوله : كلا سنكتب ما يقول ; أي : نكتب في ديوان أعماله ، أو نريه ذلك مكتوبا عليه في القيامة ، ونمد له من العذاب مدا أي : نزيده منه أضعافا ، من قولهم : مد النهر ، ومده نهر آخر ، ونرثه ما يقول ; أي : نسلبه ما يقول بالموت ، ويقول : بمعنى قال ، يعني به ماله أو ولده ، وعبر عن الحال بالماضي لقربه أو لتماديه على ذلك [ ص: 362 ] القول . وفردا : وحيدا مسلوبا لا نصير له ولا مجير .




                                                                                              الخدمات العلمية