الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4979 (22) ومن سورة حم السجدة

                                                                                              [ 2905 ] عن ابن مسعود قال : اجتمع عند البيت ثلاثة نفر : قرشيان وثقفي - أو ثقفيان وقرشي - قليل فقه قلوبهم ، كثير شحم بطونهم ، فقال أحدهم : أترون الله يسمع ما نقول ؟ وقال الآخر : يسمع إن جهرنا ، ولا يسمع إن أخفينا ، وقال الآخر : إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا . فأنزل الله عز وجل : وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم [ فصلت : 22 ]

                                                                                              رواه البخاري (7521) ، ومسلم (2775) ، والترمذي (3245) .

                                                                                              [ ص: 394 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 394 ] (22) ومن سورة حم السجدة

                                                                                              (قوله : قليل فقه قلوبهم ) أي : فقههم قليل ، أو معدوم ، وكثير شحم بطونهم ، أي : هم سمان ، إذ ليس لهم هم في عبادة ، ولا حظ من صوم ، ولا مجاهدة . وإنما همهم أن يأكلوا أكل الأنعام من غير مبالاة باكتساب الآثام . وفيه تنبيه على سبب قلة فهمهم ، فإن البطنة تذهب بالفطنة .

                                                                                              و (قوله : وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم [ فصلت : 22 ] أي : ما كنتم تتقون شهادة تلك الجوارح ، فتستتروا عنها بالامتناع عن المعاصي ، قاله مجاهد . قال قتادة : وما كنتم تظنون ذلك .

                                                                                              و (قوله : ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون [ فصلت : 22 ] أي : شككتم في ذلك لجهلكم .

                                                                                              و (قوله : وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم [ فصلت : 23 ] أي : وذلك ظنكم الواقع بكم اللازم لكم ، فهي جملة ابتدائية ، و (أرداكم) : خبر ثان ، قاله [ ص: 395 ] الزجاج ، وقال غيره : حال ; أي : قد أرداكم ; أي : أهلككم . مقاتل : أغواكم . وقيل : هو خبر المبتدأ الأول ، و (ظنكم) بيان ذلك .

                                                                                              و (قوله : فأصبحتم من الخاسرين ) ، أي : صرتم خاسرين في صفقتكم ، مغبونين في بيعكم .




                                                                                              الخدمات العلمية