الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              682 [ 2923 ] وعن علقمة ، قال : سألت ابن مسعود : هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ؟ قال : لا ، ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، ففقدناه ، فالتمسناه في الأودية والشعاب ، فقلنا : استطير أو اغتيل ، قال : فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء ، قال : فقلنا : يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك ، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فقال : أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم ، وسألوه الزاد ، فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه ، يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما ، وكل بعرة علف لدوابكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلا تستنجوا بهما ; فإنهما طعام إخوانكم .

                                                                                              رواه مسلم (450) (150) ، وأبو داود (85) ، والترمذي (18) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : وسألوه الزاد ) أي : ما يحل لهم من الزاد ولدوابهم ، فأجابهم بقوله : " لكم كل عظم ، وكل بعرة لعلف دوابكم " أي : هذان محلل لكم ، ويحتمل أن يكونوا سألوه أن يدعو لهم بالبركة في أرزاقهم ، وفي علف دوابهم ، ويدل على هذا قوله : " يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما " ، وفي كتاب مسلم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " دعوت الله ألا يمروا بعظم إلا وجدوه أوفر ما كان وأسمنه " أي بالنسبة إلى تغذيهم ونيلهم . وهل نيلهم من ذلك شم أو لحس ؟ كل ذلك ممكن ، وقد قيل بكل واحد منهما .

                                                                                              و (قوله : " ذكر اسم الله عليه ") أي : على تذكيته ، ويحتمل على أكله ، [ ص: 422 ] والأول أولى ، وقد تقدم القول في الاستنجاء بالعظام والروث في الطهارة .




                                                                                              الخدمات العلمية