الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              860 [ 444 ] وعن عبد الله بن الشخير ، قال : صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيته تنخع فدلكها بنعله اليسرى .

                                                                                              رواه مسلم (54)، وأبو داود (482)، والنسائي (2 \ 52) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله : البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ، قال ابن مكي : إنما تكون خطيئة لمن تفل فيه ولم يدفنه ; لأنه يقذر المسجد ، ويتأذى به من تعلق به ، أو رآه ; كما جاء في الحديث الآخر : لئلا يصيب جلد مؤمن أو ثوبه فيؤذيه . فأما من اضطر إلى ذلك فدفن ، وفعل ما أمر به ، فلم يأت خطيئة . وأصل التكفير : التغطية ، فكان دفنها غطاء ما يتصور عليه من الذم والإثم لو لم يفعل . وهذا كما سميت تحلة اليمين : كفارة ، وليست اليمين بمأثم فتكفره ، ولكن لما جعلها الشرع فسحة لعباده في حل ما عقدوه من أيمانهم ورفعها لحكمها سماها كفارة ، ولهذا جاز إخراجها قبل الحنث ، وسقوط حكم اليمين بها على الأصح من القولين .

                                                                                              [ ص: 161 ] قلت : وقد دل على صحة هذا التأويل : قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي ذر : ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن ، فلم يثبت لها حكم السيئة لمجرد إيقاعها في المسجد ، بل بذلك وببقائها غير مدفونة . والأذى : هو كل ما يتأذى به من عظم ، أو حجر ، أو نجاسة ، أو قذر ، أو غير ذلك . ويماط : يزال ، وينحى .




                                                                                              الخدمات العلمية