الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              867 [ 447 ] وعن أنس بن مالك ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة ، فابدؤوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ، ولا تعجلوا عن عشائكم .

                                                                                              رواه أحمد (3 \ 161)، والبخاري (672)، ومسلم (557)، والترمذي (353)، والنسائي (2 \ 111) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله : إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة فابدؤوا به : هذا الحديث محمول على من كان محتاجا للطعام من صائم أو نحوه . وقد دل على صحة هذا التأويل : ما زاده الدارقطني في هذا الحديث من طرق صحيحة ; وذلك قوله : إذا حضر العشاء وأحدكم صائم فابدؤوا به قبل أن تصلوا . ولو لم تصح هذه [ ص: 164 ] الزيادة لكان ذلك معلوما من قاعدة الأمر بحضور القلب في الصلاة ، والإقبال عليها ، والنهي عما يشغل المصلي في صلاته ويشوشها عليه ، ولا تشويش أعظم من تشويش الجائع عند حضرة الطعام .

                                                                                              وإلى الابتداء بالطعام على الصلاة ذهب الشافعي ، وابن حبيب من أصحابنا ، والثوري ، وإسحاق ، وأحمد ، وأهل الظاهر ، وروي ذلك عن عمر ، وابن عمر ، وأبي الدرداء . وحكى ابن المنذر عن مالك : أنه يبدأ بالصلاة ، إلا أن يكون الطعام خفيفا .

                                                                                              وفي هذا الحديث ما يدل على أن وقت المغرب موسع ، وهي إحدى الروايتين عن مالك ، وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى .




                                                                                              الخدمات العلمية