الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              999 [ 515 ] وعن البراء بن عازب ، قال : نزلت هذه الآية : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) . فقرأناها ما شاء الله ، ثم نسخها الله فنزلت : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى [ البقرة : 238 ] فقال رجل - كان جالسا عند شقيق - : هي إذن صلاة العصر ؟ فقال البراء : قد أخبرتك كيف نزلت ، وكيف نسخها الله ، والله أعلم .

                                                                                              رواه أحمد (4 \ 301)، ومسلم (630) .

                                                                                              [ ص: 258 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 258 ] وقوله في حديث عائشة رضي الله عنها : " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر " ، هكذا ثبتت الرواية بالواو في صلاة العصر . وقيل فيها : إنها زائدة ، كما زيدت في قول الشاعر :


                                                                                              فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



                                                                                              أي : فلما أجزنا ساحة الحي انتحى ، فإذا قدرنا زيادتها كانت صلاة العصر الصلاة الوسطى ، كما جاء في حديث علي المتقدم . وهذا الذي سمعته عائشة ، وأمرت بكتبه في المصحف كان على القراءة المتقدمة التي أخبر بها البراء أنها [ ص: 259 ] نسخت على ما نص ، والله تعالى أعلم . وقد اتفق المسلمون كافة على أن قولها : " وصلاة العصر " ، ليس قرآنا اليوم يتلى ، وإنما هي رواية شاذة انفردت بها وبرفعها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وغايتها أن تكون خبرا ; إلا أنها قد رفعتها وأسندتها . والله تعالى أعلم .

                                                                                              وقد تقدم القول في قوله : وقوموا لله قانتين [ البقرة :238 ] وقول البراء للسائل : " قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله . . . . " يظهر منه تردد ، لكن في ماذا ؟ هل نسخ تعيينها فقط وبقيت هي الوسطى ؟ أو نسخ كونها وسطى ؟ في هذا تردد . والله تعالى أعلم ، وإلا فقد أخبر بوقوع النسخ .




                                                                                              الخدمات العلمية