الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1046 [ 539 ] وعن عبد الله قال : من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن ، فإن الله - عز وجل - شرع لنبيكم - صلى الله عليه وسلم - سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف .

                                                                                              رواه مسلم (654) (257)، وأبو داود (550)، والنسائي (2 \ 107 و 109)، وابن ماجه (777) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله في حديث ابن مسعود " ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتموها لضللتم " ، هذا يصلح أن يتمسك به من قال إن إقامة الجماعة للصلوات فرض على الكفاية كما حكيناه ، ويصلح لمن يقول إنها سنة ، ويكون إطلاقه الضلال على التاركين إذا تمالؤوا على تركها كما قدمناه . والضلال ضد الهدى ، وأصله من ضل عن الطريق إذا أخطأه وعدل عنه . والسنن روي بفتح السين وهو الطريق ، وبضمها جمع سنة وهي الطريقة . و " يهادى بين الرجلين " : يتماشى بينهما معتمدا عليهما لمرضه وضعفه ، والله أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية