الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فصل [ النوع الثاني من المعاريض ] : فهذا أحد النوعين الذي قيست عليه الحيل المحرمة ، والنوع الثاني : الكيد الذي شرعه الله للمظلوم أن يكيد به ظالمه ويخدعه به ، إما للتوصل إلى أخذ حقه منه ، أو عقوبة له ، أو لكف شره وعدوانه عنه ، كما روى الإمام أحمد في مسنده : { أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاره أنه يؤذيه ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرح متاعه في الطريق ، ففعل ، فجعل كل من مر عليه يسأل عن شأن المتاع ، فيخبر بأن جار صاحبه يؤذيه ، فيسبه ويلعنه ، فجاء إليه وقال : رد متاعك إلى مكانه فوالله لا أؤذيك بعد ذلك أبدا } .

فهذا من أحسن المعاريض الفعلية ، وألطف الحيل التي يتوصل بها إلى دفع ظلم الظالم .

ونحن لا ننكر هذا الجنس ، وإنما الكلام في الحيل على استحلال محارم الله ، [ ص: 188 ] وإسقاط فرائضه ، وإبطال حقوق عباده ; فهذا النوع هو الذي يفوت أفراد الأدلة على تحريمه الحصر .

التالي السابق


الخدمات العلمية