الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1248 22 - باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعتين

                                                              75 \ 1204 - عن أبي بكرة قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم في خوف الظهر، فصف بعضهم خلفه وبعضهم بإزاء العدو، فصلى بهم ركعتين ثم سلم، فانطلق الذين صلوا معه فوقفوا موقف أصحابهم، ثم جاء أولئك فصلوا خلفه، فصلى بهم ركعتين ثم سلم، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا، ولأصحابه ركعتين ركعتين . وبذلك كان يفتي الحسن .

                                                              وأخرجه النسائي، وليس فيه فتوى الحسن.

                                                              قال أبو داود: وكذلك في المغرب، تكون للإمام ست ركعات وللقوم ثلاثا. وذكر أنه روي من حديث أبي سلمة، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسليمان اليشكري، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                              [ ص: 249 ]

                                                              التالي السابق


                                                              [ ص: 249 ] قال ابن القيم رحمه الله: وحديث أبي بكرة هذا رواه الدارقطني عنه، فقال فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالقوم صلاة المغرب ثلاث ركعات، ثم انصرف وجاء الآخرون، فصلى بهم ثلاث ركعات، وكانت له ست ركعات، وللقوم ثلاث ركعات .

                                                              قال ابن القطان: وعندي أن الحديثين غير متصلين، فإن أبا بكرة لم يصل معه صلاة الخوف، لأنه بلا ريب أسلم في حصار الطائف، فتدلى ببكرة من الحصن، فسمي أبا بكرة، وهذا كان بعد فراغه من هوازن، ثم لم يلق كيدا صلى الله عليه وسلم إلى أن قبضه الله.

                                                              وهذا الذي قاله لا ريب فيه، لكن مثل هذا ليس بعلة ولا انقطاع عند جميع أئمة الحديث والفقه; فإن أبا بكرة وإن لم يشهد القصة فإنه إنما سمعها من صحابي غيره، وقد اتفقت الأمة على قبول رواية ابن عباس ونظرائه من الصحابة، مع أن عامتها مرسلة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتنازع في ذلك اثنان من السلف وأهل الحديث والفقهاء. فالتعليل على هذا باطل، والله أعلم.




                                                              الخدمات العلمية