الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير :

                                                                                                                                                                                                                                      {الحاقة} : القيامة ، قال قتادة : أحقت لكل قوم أعمالهم؛ والتقدير : ذات الحاقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ما الحاقة : على التعظيم لشأنها .

                                                                                                                                                                                                                                      و (القارعة) : القيامة تقرع الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فأهلكوا بالطاغية أي : بالفعلة الطاغية ، وقيل : بالصيحة الطاغية ، وقيل : بالفئة الطاغية ، وقيل : بالطغيان .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : بريح صرصر عاتية : تقدم القول في (الصرصر) ؛ ومعنى {عاتية} : شديدة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما أي : متتابعة ، عن ابن مسعود ، وابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن زيد : حسمتهم ، فلم تبق منهم أحدا ، وأصله من (القطع) ، ومنه :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 465 ] (الحسام) ، ويجوز أن يكون مصدرا ، ويجوز أن يكون جمع (حاسم) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : كأنهم أعجاز نخل خاوية قد تقدم القول في مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فهل ترى لهم من باقية أي : من فرقة باقية ، وقيل : من بقاء ، وقيل : من بقية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة أي : بالفعلة الخاطئة ، مجاهد : بالخطايا .

                                                                                                                                                                                                                                      فعصوا رسول ربهم أي : نبي ربهم ، وقيل : {رسول} بمعنى : رسالة .

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى {رابية} : شديدة ، ابن زيد : زائدة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إنا لما طغى الماء أي : ارتفع وعلا؛ حملناكم في الجارية أي : في السفن الجارية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية أي : لتتذكروا بها ، وتكون خبرا مسموعا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فدكتا دكة واحدة أي : زلزلتا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فهي يومئذ واهية أي : ضعيفة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : والملك على أرجائها أي : على أطرافها حين تنشق ، عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن جبير : المعنى : والملك على حافات الدنيا ، و (الرجا) : الطرف والناحية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية : قال ابن عباس : ثمانية صفوف من [ ص: 466 ] الملائكة ، لا يعلم عددهم إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن زيد : «ثمانية أملاك» ، وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه : قال ابن زيد : المعنى : تعالوا ، وقال بعض أهل اللغة : {هآؤم} : (هاكم) ، أبدلت الكاف همزة .

                                                                                                                                                                                                                                      إني ظننت أني ملاق حسابيه : قال ابن عباس : {ظننت} بمعنى : علمت .

                                                                                                                                                                                                                                      فهو في عيشة راضية أي : ذات رضا .

                                                                                                                                                                                                                                      قطوفها دانية أي : قريبة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : بما أسلفتم في الأيام الخالية يعني : أيام الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله [في قصة الكافر] : يا ليتها كانت القاضية معناه : يا ليتها كانت موتة لا حياة بعدها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ما أغنى عني ماليه : يجوز أن تكون {ما} : نافية ، ويجوز أن تكون استفهاما .

                                                                                                                                                                                                                                      هلك عني سلطانيه : قال ابن زيد : يعني : سلطانه في الدنيا الذي هو الملك ، وقيل : يعني : الحجة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 467 ] وقوله : خذوه فغلوه : هذا قول الله تعالى للملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه أي : فاسلكوها فيه ، فهو من المقلوب ، وجاء في الخبر : (أنها تدخل من دبره ، وتخرج من منخريه) ، وفي خبر آخر : (تدخل من فيه ، وتخرج من دبره) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فليس له اليوم ها هنا حميم أي : صديق .

                                                                                                                                                                                                                                      ولا طعام إلا من غسلين : قال ابن عباس : هو ما يسيل من لحوم أهل النار .

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة : هو شر الطعام وأبشعه .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن زيد : لا يعلم أحد ما هو؟ ولا ما الزقوم؟ وقال في موضع آخر : ليس لهم طعام إلا من ضريع [الغاشية : 6] : يجوز أن يكون الضريع من الغسلين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : في الكلام ههنا تقديم وتأخير؛ والمعنى : فليس له اليوم ههنا حميم إلا من غسلين ، ويكون الماء الحار ، ثم قال : ولا طعام ؛ أي : وليس لهم طعام ينتفعون به .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون المعنى : أقسم بالأشياء كلها ، ما ترون منها ، وما لا ترون ، و (لا) صلة ، ويجوز أن تكون ردا لكلام .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 468 ] وقوله : إنه لقول رسول كريم أي : إن القرآن لقول رسول كريم ، قيل : يعني به : جبريل ، وقيل : محمدا عليهما السلام ، ونسب (القول) إلى (الرسول) ؛ لأنه تاليه ، ومبلغه ، والعامل به؛ كقولنا : (هذا قول مالك) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين أي : بالقوة ، عن ابن عباس ، وقيل : بيده اليمنى؛ كما يقول من أمر بإهانة أحد : (خذوا بيده) ، وقيل : المعنى : لقبضنا يمينه عن التصرف ، قاله نفطويه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ثم لقطعنا منه الوتين يعني : نياط القلب ، [عن ابن عباس وغيره ، مجاهد : حبل القلب] الذي في الظهر ، قتادة : هو عرق يكون في القلب ، إذا انقطع مات الإنسان ، ومعنى الآية : لأهلكناه ، فكان كمن قطع وتينه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فما منكم من أحد عنه حاجزين أي : يحجزنا عنه إذا أردنا إهلاكه ، والجمع في {حاجزين} على معنى {أحد} .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 469 ] وقوله : وإنه لتذكرة للمتقين يعني : القرآن ، أو محمدا عليه الصلاة والسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وإنه لحسرة على الكافرين يعني : التكذيب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وإنه لحق اليقين يعني : القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية