الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2010 باب ترك صيام عشر ذي الحجة

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب صوم عشر ذي الحجة ).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 71 ج8 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط ].

                                                                                                                              وفي رواية: ( لم يصم العشر ).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال النووي : قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم ( العشر ).

                                                                                                                              والمراد (بالعشر ) هنا: الأيام التسعة، من أول ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول. فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي ( مستحبة ) استحبابا شديدا، لاسيما ( التاسع منها ). وهو يوم عرفة. وقد وردت الأحاديث في فضله.

                                                                                                                              وثبت في صحيح البخاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال: " ما من أيام، العمل الصالح فيها أفضل منه: في هذه ". يعني: العشر الأوائل من ذي الحجة. [ ص: 130 ]

                                                                                                                              فيتأول قولها: "لم يصم العشر ": أنه لم يصمه لعارض مرض، أو سفر، أو غيرهما. أو أنها لم تره صائما فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر.

                                                                                                                              ويدل على هذا التأويل ؛ حديث هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: (قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. ويوم عاشوراء. وثلاثة أيام من كل شهر. ( أول اثنين ) من الشهر، والخميس ).

                                                                                                                              رواه أبو داود - وهذا لفظه - وأحمد، والنسائي. وفي روايتهما (وخميسين ). والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية