الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              253 (باب في قوله تعالى: فكان قاب قوسين أو أدنى )

                                                                                                                              وقال النووي: "باب معنى قول الله عز وجل " ولقد رآه نزلة أخرى "؛ وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم من ربه ليلة الإسراء" ؟

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص3 جـ3 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن الشيباني ، قال: سألت زر بن حبيش عن قول الله عز وجل فكان قاب قوسين أو أدنى قال: أخبرني ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ست مائة جناح ].

                                                                                                                              [ ص: 327 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 327 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن الشيباني) هو أبو إسحاق. واسمه "سليمان بن فيروز"، وقيل: "ابن خاقان"، وقيل: "ابن عمرو". وهو تابعي.

                                                                                                                              "قال: سألت زر" بكسر الزاي "بن حبيش" بضم الحاء، وفتح الباء وهو من المعمرين: زاد على مائة وعشرين سنة، وهو من كبار التابعين عن قول الله عز وجل " فكان قاب قوسين أو أدنى " "قال:" أخبرني ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل، له ستمائة جناح).

                                                                                                                              وفي رواية أخرى عنه عند مسلم "رأى جبريل في صورته".

                                                                                                                              هذا الذي قاله ابن مسعود، هو مذهبه في هذه الآية.

                                                                                                                              وذهب الجمهور من المفسرين، إلى أن المراد: أنه رأى ربه سبحانه وتعالى؛ ثم اختلفوا، فقال بعضهم: رآه بفؤاده كما سيأتي، وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينيه.

                                                                                                                              "والقاب" ما بين القبضة والبنية، ولكل قوس "قابان".

                                                                                                                              "والقاب"، في اللغة أيضا "القدر"، وهذا هو المراد بالآية عند جميع المفسرين.

                                                                                                                              [ ص: 328 ] والمراد 32 "بالقوس" التي يرمي عنها، وهي القوس العربية وخصت بالذكر على عادتهم.

                                                                                                                              وذهب جماعة إلى أن المراد به "الذراع"، وعلى هذا معنى "القوس" ما يقاس به الشيء أي "يذرع".

                                                                                                                              قالت عائشة، وابن عباس، والحسن، وقتادة، وغيرهم: هذه المسافة كانت بين جبريل ومحمد عليهما السلام.

                                                                                                                              ومعنى "أو أدنى"، أو "أقرب"، وقال مقاتل: بل "أقرب". وقال الزجاج: خاطب الله العباد على لغتهم، ومقدار فهمهم.

                                                                                                                              والمعنى: أو أدنى فيما تقدرون أنتم. والله تعالى عالم بحقائق الأشياء من غير شك، ولكنه (خاطبنا على ما جرت به عادتنا).

                                                                                                                              ومعنى الآية: أن جبريل عليه السلام مع عظم خلقه، وكثرة أجزائه، "دنا" من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدنو، والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية