الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              517 (باب ما يستتر به لقضاء الحاجة)

                                                                                                                              وقال النووي: (باب التستر عند البول).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 30 ج 4 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عبد الله بن جعفر ، قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدف أو حائش نخل قال ابن أسماء في حديثه: يعني حائط نخل .]

                                                                                                                              [ ص: 432 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 432 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبد الله بن جعفر) رضي الله عنهما؛ قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ذات يوم خلفه، فأسر إلي حديثا، لا أحدث به أحدا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدف) بفتح الهاء والدال؛ هو ما ارتفع من الأرض.

                                                                                                                              "أو حائش نخل" قد فسره في الكتاب (بحائط النخل) وهو البستان.

                                                                                                                              وهو تفسير صحيح. ويقال فيه أيضا "حش" بفتح الحاء وضمها.

                                                                                                                              "وفي هذا الحديث" من الفقه، استحباب "الاستتار" عند قضاء الحاجة بحائط، أو هدف، أو وهدة، أو نحو ذلك؛ بحيث يغيب جميع شخص الإنسان عن أعين الناظرين.

                                                                                                                              قال النووي: وهذه "سن" متأكدة.

                                                                                                                              قلت: وفي "الروضة الندية": وعلى المتخلي الاستتار. فينبغي أن يبعد لئلا يسمع منه صوت، أو يشم منه ريح، أو يرى منه عورة، ولا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.

                                                                                                                              والأدلة دالة على وجوب ستر العورة، إلا عند الضرورة. "ومنها" قضاء الحاجة.

                                                                                                                              وفي حديث أبي هريرة "من أتى الغائط فليستتر" رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، هذا حاصله. "والأمر" في الأصل "للوجوب"، فيكون التستر واجبا، والله أعلم.

                                                                                                                              [ ص: 433 ] (قال عبد الله بن محمد "ابن أسماء في حديثه": يعني "حائط نخل)؛ أي: يستتر مثله مما يواري أسفل بدنه.

                                                                                                                              فمن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل؛ فليستتر به، فإن الشيطان يلعب مقاعد بني آدم.

                                                                                                                              وذلك لأنه جبل على أفكار فاسدة، وأعمال شنيعة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية