الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3732 [ ص: 464 ] باب : كل مسكر حرام

                                                                                                                              وقال النووي : (باب بيان أن كل مسكر خمر ، وأن كل خمر حرام) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 171 ج 13 المطبعة المصرية



                                                                                                                              [عن جابر، أن رجلا قدم من جيشان (وجيشان) ، من اليمن، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يشربونه بأرضهم، من الذرة، يقال له المزر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أو مسكر هو؟" قال: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام. إن على الله عز وجل عهدا، لمن يشرب المسكر: أن يسقيه من طينة الخبال". قالوا: يا رسول الله! وما طينة الخبال؟ قال: "عرق أهل النار. أو عصارة أهل النار"].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن جابر) رضي الله عنه : ( أن رجلا قدم من جيشان . " وجيشان ") بفتح الجيم وسكون الياء : هو جيشان بن عيدان بن حجر بن ذي أعين . قاله في الجامع . ( من اليمن . فسأل النبي صلى الله عليه) وآله ( وسلم عن شراب يشربونه بأرضهم ، من الذرة ، يقال له : " المزر ") هو بكسر الميم ، بعدها زاي ، ثم راء . ويكون من الذرة ، ومن الشعير ، ومن الحنطة .

                                                                                                                              [ ص: 465 ] ( فقال النبي صلى الله عليه) وآله ( وسلم : " أو مسكر هو ؟ " قال : نعم . قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم : كل مسكر حرام . إن على الله عهدا ، لمن يشرب المسكر : أن يسقيه من طينة الخبال) . بفتح الخاء وتخفيف الباء . يعني : يوم القيامة .

                                                                                                                              " والخبال " في الأصل : الفساد . وهو يكون في الأفعال ، والأبدان ، والعقول . " والخبل " بالتسكين : الفساد .

                                                                                                                              ( قالوا : يا رسول الله !) صلى الله عليه وآله وسلم ( وما طينة الخبال ؟

                                                                                                                              قال : "عرق أهل النار . أو عصارة أهل النار ") .

                                                                                                                              وهذا الحديث رواه أحمد ، والنسائي أيضا .

                                                                                                                              وفي حديث "ابن عباس " يرفعه ، عند أبي داود : ("من شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا . فإن تاب ؛ تاب الله عليه . فإن عاد الرابعة ؛ كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال " . قيل : وما طينة الخبال ؟ يا رسول الله ! قال : "صديد أهل النار . ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه : كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال ") . والحديث : دل على حرمة السكر مطلقا . أي سكر كان .

                                                                                                                              وفيه من الوعيد لشارب المسكر ؛ ما لا يقادر قدره .




                                                                                                                              الخدمات العلمية