الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5005 باب: منع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ممن هم بأذاه

                                                                                                                              وترجم له النووي، بقوله: (باب صفة القيامة، والجنة والنار).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 139، 140 جـ 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسي قالا حدثنا المعتمر عن أبيه حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم؛ فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل [ ص: 14 ] ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟! فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا قال: فأنزل الله عز وجل، لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى يعني أبا جهل ألم يعلم بأن الله يرى كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية كلا لا تطعه زاد عبيد الله في حديثه: قال: وأمره بما أمره به وزاد ابن عبد الأعلى فليدع ناديه يعني قومه].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة) رضي الله عنه؛ (قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه) أي: يسجد، ويلصق وجهه بالعفر، وهو التراب: [ ص: 15 ] (بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم. فقال: واللات والعزى! لئن رأيته يفعل ذلك، لأطأن على رقبته. أو لأعفرن وجهه في التراب.

                                                                                                                              قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهو يصلي. زعم ليطأ على رقبته. قال: فما فجئهم منه)، بكسر الجيم. ويقال أيضا: "فجأهم". لغتان. (إلا وهو ينكص) بكسر الكاف: يرجع (على عقبيه): يمشي على ورائه (ويتقي بيديه. قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار، وهولا، وأجنحة). كأجنحة الملائكة.

                                                                                                                              (فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: "لو دنا مني؛ لاختطفته الملائكة، عضوا عضوا". قال: فأنزل الله عز وجل - لا ندري في حديث أبي هريرة، أو شيء بلغه - كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى يعني أبا جهل ألم يعلم بأن الله يرى كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية كلا لا تطعه . وزاد عبيد الله في رواية: أي في حديثه: (قال: وأمره بما أمره به).

                                                                                                                              [ ص: 16 ] (وزاد ابن عبد الأعلى) في رواية: ( فليدع ناديه - يعني: قومه).

                                                                                                                              قال النووي: ولهذا الحديث أمثلة كثيرة، في عصمته -صلى الله عليه وآله وسلم -: من أبي جهل وغيره، ممن أراد به ضررا. قال تعالى: والله يعصمك من الناس . وهذه الآية نزلت بعد الهجرة. انتهى.

                                                                                                                              وتفسيرها: في تفسيرنا: "فتح البيان، في مقاصد القرآن". فراجعه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية