الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4253 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (باب إثبات الحوض).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 61 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أمامكم حوضا [ ص: 47 ] ما بين ناحيتيه كما بين جرباء وأذرح "

                                                                                                                              وفي رواية أخرى عن ابن المثنى "حوضي".

                                                                                                                              وفي رواية: "قال عبيد الله: فسألته، فقال: قريتين بالشأم بينهما مسيرة ثلاث ليال، وفي حديث ابن بشر ثلاثة أيام " ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ (عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: إن أمامكم) بفتح الهمزة. أي: قدامكم: (حوضا؛ ما بين ناحيتيه: كما بين جرباء وأذرح).

                                                                                                                              أما "جربا": فبفتح الجيم، وسكون الراء، ثم باء، ثم ألف مقصورة. قال النووي: هذا هو الصواب المشهور. وكذا قيده الحازمي، في كتابه: "المؤتلف في الأماكن". وكذا ذكرها عياض، وصاحب المطالع، والجمهور.

                                                                                                                              وقال القاضي، وصاحب المطالع: ووقع عند بعض رواة البخاري ممدودا. قالا: وهو خطأ.

                                                                                                                              وقال صاحب التحرير: هي بالمد، وقد تقصر.

                                                                                                                              [ ص: 48 ] قال الحازمي: كان "أهل جربا" يهودا، كتب لهم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم الأمان، لما قدم عليه "لحية بن رؤبة"؛ صاحب أيلة: بقوم منهم، ومن أهل أذرح؛ يطلبون الأمان.

                                                                                                                              قال الرشاطي: "الجرباء" على لفظ تأنيث "الأجرب": قرية بالشام.

                                                                                                                              "وأذرح" بفتح الهمزة، وسكون الذال، وضم الراء، ثم حاء. قال النووي: هذا هو الصواب المشهور، الذي قاله الجمهور.

                                                                                                                              قال عياض، وصاحب المطالع: ورواه بعضهم بالجيم. قالا: وهو تصحيف لا شك فيه. وهو كما قالا: وهي مدينة في طرف الشام، في قبلة الشويك. بينها وبينه: نحو نصف يوم. وهي في طرف "الشراة" بفتح الشين. في طرفها الشمالي..

                                                                                                                              وتبوك في قبلة "أذرح". بينهما نحو أربع مراحل. وبين تبوك ومدينة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: نحو أربع عشرة مرحلة. انتهى.

                                                                                                                              قال ابن الأثير، في (النهاية): هما - يعني "جرباء وأذرح" -: قريتان بالشام، بينهما: مسيرة ثلاث ليال. وهذا الذي قاله "ابن [ ص: 49 ] الأثير" تعقبه الصلاح العلائي، فقال: هذا غلط. بل بينهما: غلوة سهم، وهما معروفتان بين القدس، والكرك. ولا يصح التقدير بالثلاث، لمخالفتها الروايات. وقد قال الحافظ الضياء المقدسي؛ "في جزئه في الحوض": إن في سياق لفظها غلطا، لاختصار وقع في سياق الحديث، من بعض الرواة. ثم ساقه من حديث أبي هريرة. وأخرجه من فوائد عبد الكريم الديرعاقولي: بسند حسن، إلى أبي هريرة، مرفوعا؛ في ذكر الحوض، فقال فيه: "عرضه مثل ما بينكم، وبين جرباء وأذرح". قال الضياء: فظهر بهذا: أنه وقع في حديث ابن عمر حذف؛ تقديره: "كما بين مقامي، وبين جرباء وأذرح". فسقط: "مقامي وبين". وقال العلائي: ثبت المقدر المحذوف؛ عند الدارقطني وغيره، بلفظ: "ما بين المدينة، وجرباء وأذرح". انتهى.

                                                                                                                              (وفي رواية) أخرى؛ عن ابن مثنى: "حوضي".

                                                                                                                              وفي رواية: (قال عبيد الله: فسألته)، يعني: نافعا (فقال: [ ص: 50 ] قريتين بالشام، بينهما: مسيرة ثلاث ليال).

                                                                                                                              وفي رواية؛ أي في حديث ابن بشر: (ثلاثة أيام).

                                                                                                                              وزاد في رواية أخرى: "فيه أباريق: كنجوم السماء، من ورده فشرب منه: لم يظمأ بعدها أبدا.




                                                                                                                              الخدمات العلمية