الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4262 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (الباب المشار إليه).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 65، 66 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن جابر بن سمرة رضي الله عنه؛ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا إني فرط لكم على الحوض وإن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة كأن الأباريق فيه النجوم ").

                                                                                                                              [ ص: 51 ] وفي رواية: ( قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن ).

                                                                                                                              وفي أخرى: وفي رواية: ( ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة و أيلة ) ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              "أيلة" بفتح الهمزة، وإسكان الياء، وفتح اللام. هي: مدينة معروفة في طرف الشام، على ساحل البحر؛ متوسطة بين مدينة رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم"، ودمشق، ومصر. بينها وبين المدينة: نحو خمس عشرة مرحلة. وبينها وبين دمشق: نحو ثنتي عشرة مرحلة. وبينها وبين مصر: نحو ثمان مراحل. قال الحازمي: هي آخر الحجاز، وأول الشام.

                                                                                                                              قال عياض: هذا الاختلاف في قدر عرض الحوض؛ ليس موجبا للاضطراب. فإنه لم يأت في حديث واحد؛ بل في أحاديث مختلفة الرواة: عن جماعة من الصحابة، سمعوها في مواطن مختلفة. ضربها [ ص: 52 ] النبي، صلى الله عليه وآله وسلم؛ في كل واحد منها: مثلا؛ لبعد أقطار الحوض وسعته، وقرب ذلك من الأفهام، لبعد ما بين البلاد المذكورة، لا على التقدير الموضوع للتحديد؛ بل للإعلام بعظم هذه المسافة. فبهذا: تجمع الروايات. انتهى.

                                                                                                                              قال النووي: وليس في القليل من هذه منع الكثير. والكثير ثابت على ظاهر الحديث. ولا معارضة. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية