الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4363 [ ص: 252 ] باب مس الشيطان كل مولود ، إلا مريم وابنها ، عليهما السلام

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 120 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما من مولود يولد، إلا نخسه الشيطان، فيستهل صارخا من نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه" ثم قال أبو هريرة: اقرءوا -إن شئتم-: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              عن أبي هريرة ، رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال : ما من مولود يولد ، إلا نخسه الشيطان) .

                                                                                                                              وفي البخاري : "إلا يمسه الشيطان حين يولد" .

                                                                                                                              وفي (باب صفة إبليس ، منه) : "كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه بإصبعه، حين يولد" . وفي لفظ : "ذهب يطعن فطعن في [ ص: 253 ] الحجاب ، أو في المشيمة ، التي فيها الولد" .

                                                                                                                              (فيستهل صارخا من نخسة الشيطان) . وهذا ابتداء تسليطه .

                                                                                                                              (إلا ابن مريم وأمه) . قال القرطبي : فحفظ الله "مريم وابنها" منه : ببركة دعوة أمها "حنة" ، كما أشار إليه أبو هريرة ؛ بقوله الآتي.

                                                                                                                              قلت : وفي رواية أخرى عنه، عند مسلم ؛ بلفظ : "كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه ، إلا مريم وابنها" .

                                                                                                                              وفي رواية : "صياح المولود - حين يقع - نزغة من الشيطان" .

                                                                                                                              وقال النووي : هذه فضيلة ظاهرة . وظاهر الحديث : اختصاصها بعيسى وأمه . واختار عياض : أن جميع الأنبياء يتشاركون فيها.

                                                                                                                              [ ص: 254 ] (ثم قال أبو هريرة : اقرأوا-إن شئتم- وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم : المطرود. ولم يكن لها ذرية : غير عيسى "عليه السلام" .




                                                                                                                              الخدمات العلمية