الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4450 باب في فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم

                                                                                                                              وأورده النووي ، في (باب فضائل "الحسن ، والحسين" ، رضي الله تعالى عنهما) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 194 ، 195 ج 15 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن صفية بنت شيبة، قالت: قالت عائشة : خرج النبي صلى الله عليه وسلم -غداة- وعليه مرط مرحل، من شعر أسود. فجاء الحسن بن علي فأدخله. ثم جاء الحسين، فدخل معه. ثم جاءت فاطمة، فأدخلها. ثم جاء علي، فأدخله. ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .

                                                                                                                              [ ص: 372 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 372 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة ، رضي الله عنها، قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ذات غداة، وعليه مرط مرحل ، من شعر أسود) .

                                                                                                                              "المرط" ، بكسر الميم : "كساء" جمعه : "مروط" .

                                                                                                                              و "المرحل" : بالحاء . ونقل عياض عن بعضهم : بالجيم .

                                                                                                                              "والمرحل" بالحاء: هو الموشى ، المنقوش عليه : صور رحال الإبل . وبالجيم : عليه صور المراجل. وهي القدور . قاله النووي .

                                                                                                                              والذي يؤخذ من القاموس : أن "المرجل" بالجيم : ما فيه صور الرجال . وأن الذي فيه صور المراجل : هو "ممرجل" بميمين ، ثم جيم .

                                                                                                                              قلت : والذي في أكثر النسخ : "الحاء" . وهو الصحيح ؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لا يكون عليه كساء ، فيه صور الرجال . والله أعلم بحقيقة الحال .

                                                                                                                              (فجاء الحسن بن علي ، فأدخله . ثم جاء الحسين ، فدخل معه .

                                                                                                                              ثم جاءت فاطمة ، رضي الله عنهم، فأدخلها . ثم جاء علي رضي الله [ ص: 373 ] عنه ، فأدخله . ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .

                                                                                                                              قال النووي : "الرجس" ؛ قيل : هو الشك . وقيل : العذاب .

                                                                                                                              وقيل : الإثم . قال الأزهري : هو اسم لكل مستقذر من عمل . انتهى.

                                                                                                                              وفي هذا الحديث : فضيلة ظاهرة لأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنهم هؤلاء المذكورون في هذا الحديث . ولكن ليس في هذا : الحصر فيهم . فيدخل في أهل البيت : أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم : المطهرات . بل صدق هذه اللفظة عليهن : أظهر من صدقها على غيرهن .

                                                                                                                              وظاهر الآية : ذهاب الرجس عن الموجودين منهم ، في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وإرادة التطهير لهم ، دون كل من كان من نسلهم ، إلى يوم القيامة . والله أعلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية