الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4596 باب قول النبي، صلى الله عليه وسلم:

                                                                                                                              (أنا أمنة لأصحابي، وأصحابي أمنة لأمتي)

                                                                                                                              وقال النووي: (باب بيان أن بقاء النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 82، 83 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي بردة، عن أبيه، قال: صلينا المغرب مع رسول الله، [ ص: 682 ] صلى الله عليه) وآله (وسلم، ثم قلنا: لو جلسنا، حتى نصلي معه العشاء! قال: فجلسنا، فخرج علينا فقال: "ما زلتم هاهنا؟" قلنا: يا رسول الله! صلينا معك المغرب. ثم قلنا: نجلس، حتى نصلي معك العشاء. قال: "أحسنتم -أو أصبتم-" قال: فرفع رأسه إلى السماء -وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء- فقال: "النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد. وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون. وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون").

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              "الأمنة": بفتح الهمزة والميم، والأمن، والأمان: بمعنى.

                                                                                                                              ومعنى الحديث: أن النجوم ما دامت باقية، فالسماء باقية، فإذا انكدرت النجوم، وتناثرت -في القيامة-: وهنت السماء، فانفطرت وانشقت، وذهبت.

                                                                                                                              ويأتي أصحابي -بعدي- من الفتن، والحروب، وارتداد من ارتد من العرب، واختلاف القلوب، ونحو ذلك مما أنذر به صريحا. وقد وقع كل ذلك. انظر المشاجرات الواقعة بينهم، وما هنالك.

                                                                                                                              ويأتي أمتي: من ظهور البدع، والحوادث في الدين، والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان، بعد وفاة النبي وظهور الروم وغيرهم عليهم، وانتهاك المدينة ومكة، وغير ذلك. وكل ذلك قد وقع وقوعا لا يجحده جاحد، ولا يشك فيه [ ص: 683 ] شاك. وهذه كلها: من معجزاته الباهرة الظاهرة، صلى الله عليه وآله وسلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية