الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5293 [ ص: 334 ] باب: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين

                                                                                                                              وقال النووي : (باب النهي عن الدخول على أهل الحجر إلا من يدخل باكيا) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 111 ج 18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن ابن شهاب- وهو يذكر الحجر «مساكن ثمود»- قال سالم بن عبد الله: إن عبد الله بن عمر قال: مررنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم: على الحجر، فقال لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين؛ حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم». ثم زجر، فأسرع حتى خلفها) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن شهاب -وهو يذكر الحجر «مساكن ثمود»- قال سالم بن عبد الله: إن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: مررنا، مع رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: على الحجر) وكان هذا في «غزوة تبوك».

                                                                                                                              (فقال لنا رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين) . وزاد في رواية أخرى: «فإن لم تكونوا باكين، فلا تأتوا عليهم» (حذرا) أي: خشية (أن يصيبكم مثل ما أصابهم. ثم زجر، فأسرع) [ ص: 335 ] أي: «زجر ناقته» حذف ذكر الناقة؛ للعلم به.

                                                                                                                              ومعناه: ساقها سوقا كثيرا (حتى خلفها) وهو بتشديد اللام. أي: جاوز المساكن.

                                                                                                                              فيه: الحث «على المراقبة» عند المرور بديار الظالمين، ومواضع العذاب، وأمكنة العقاب.

                                                                                                                              قال النووي : ومثله الإسراع في «وادي محسر»؛ لأن أصحاب الفيل هلكوا هناك. فينبغي للمار في مثل هذه المواضع: المراقبة، والخوف، والبكاء، والاعتبار بهم، وبمصارعهم. وأن يستعيذ بالله من ذلك.

                                                                                                                              اللهم! جنبنا موارد الظالمين، وتوفنا مسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين!




                                                                                                                              الخدمات العلمية