الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5158 باب: تقوم الساعة والروم أكثر الناس

                                                                                                                              وذكره النووي ، في: (كتاب الفتن).

                                                                                                                              [ ص: 345 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص22 ج18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن موسى بن علي، عن أبيه؛ قال: قال المستورد القرشي -عند عمرو بن العاص-: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ يقول: "تقوم الساعة، والروم أكثر الناس".

                                                                                                                              فقال له عمرو: أبصر ما تقول.

                                                                                                                              قال: أقول ما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                              قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالا أربعا:

                                                                                                                              إنهم لأحلم الناس، عند فتنة. وأسرعهم إفاقة، بعد مصيبة. وأوشكهم كرة، بعد فرة. وخيرهم: لمسكين، ويتيم، وضعيف.

                                                                                                                              وخامسة، حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك ).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن موسى بن علي، عن أبيه): هو بضم العين، على المشهور. وقيل: بفتحها.

                                                                                                                              وقيل: "بالفتح": اسم له. "وبالضم": لقب. وكان يكره الضم.

                                                                                                                              (قال: قال المستورد القرشي -عند عمرو بن العاص-: سمعت رسول الله، صلى الله عليه) واله (وسلم؛ يقول: "تقوم الساعة، والروم أكثر الناس".

                                                                                                                              [ ص: 346 ] فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم.

                                                                                                                              قال لئن قلت ذاك ، إن فيهم لخصالا أربعا.

                                                                                                                              إنهم لأحلم الناس، عند فتنة. وأسرعهم إفاقة، بعد مصيبة. وأوشكهم كرة، بعد فرة. وخيرهم: لمسكين، ويتيم، وضعيف.

                                                                                                                              وخامسة، حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك).

                                                                                                                              لم يشرح النووي : هذا الحديث، ولم يبين المراد من الروم.

                                                                                                                              والظاهر: أن المراد بهم: النصارى. وهذه الخصال الخمسة موجودة فيهم. وهم ولاة الأمر اليوم -في أكثر الأرض-.

                                                                                                                              وهذا معجزة ظاهرة، للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث وقع ما أخبر به: مطابقا لنفس الأمر، ولله الأمر من قبل ومن بعد.




                                                                                                                              الخدمات العلمية