الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5223 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (باب ذكر الدجال).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص61 ج18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن حذيفة؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لأنا أعلم بما مع الدجال منه.

                                                                                                                              معه نهران يجريان؛

                                                                                                                              أحدهما: رأي العين، ماء أبيض.

                                                                                                                              والآخر: رأي العين، نار تأجج.

                                                                                                                              فإما أدركن أحد؛ فليأت النهر الذي يراه نارا، وليغمض. ثم ليطأطئ رأسه، فيشرب منه، فإنه ماء بارد.

                                                                                                                              وإن الدجال ممسوح العين. عليها ظفرة غليظة. مكتوب بين عينيه؛ كافر.

                                                                                                                              يقرؤه كل مؤمن: كاتب، وغير كاتب"
                                                                                                                              ).

                                                                                                                              [ ص: 413 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 413 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن حذيفة) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: لأنا أعلم بما مع الدجال منه. معه نهران يجريان؛ أحدهما: رأي العين، ماء أبيض.

                                                                                                                              والآخر: رأي العين، نار تأجج).

                                                                                                                              قال أهل العلم: هذا من جملة الفتن ، امتحن الله به عباده؛ ليحق الحق، ويبطل الباطل. ثم يفضحه. ويظهر للناس عجزه.

                                                                                                                              (فإما أدركن أحد، فليأت النهر الذي يراه نارا).

                                                                                                                              هكذا هو في أكثر النسخ. وفي بعضها: "أدركه ").

                                                                                                                              قال النووي : وهذا الثاني ظاهر. وأما الأول: فغريب، من حيث العربية. لأن هذه النون، لا تدخل على الفعل الماضي.

                                                                                                                              قال عياض: ولعله: "يدركن". يعني: فغيره بعض الرواة.

                                                                                                                              وقوله "يراه": بفتح الياء، وضمها.

                                                                                                                              (وليغمض. ثم ليطأطئ رأسه، فيشرب منه. فإنه ماء بارد.

                                                                                                                              وإن الدجال ممسوح العين. عليها ظفرة غليظة) هي بفتح الظاء المعجمة، والفاء. وهي "جلدة تغشى البصر". وقال الأصمعي: "لحمة، تنبت عند المآقي".

                                                                                                                              [ ص: 414 ] (مكتوب بين عينيه: كافر. يقرؤه كل مؤمن: كاتب، وغير كاتب).

                                                                                                                              قال النووي : الصحيح الذي عليه المحققون: أن هذه الكتابة على ظاهرها. وأنها كتابة حقيقة، جعلها الله آية وعلامة: من جملة العلامات، القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله. ويظهرها الله تعالى لكل مسلم: كاتب وغير كاتب. ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته. ولا امتناع في ذلك.

                                                                                                                              وذكر عياض فيه خلافا؛

                                                                                                                              منهم من قال: هي كتابة حقيقية. كما ذكرنا.

                                                                                                                              ومنهم من قال: هي مجاز، وإشارة إلى سمات الحدوث عليه. واحتج بقوله: "يقرؤها كل مؤمن: كاتب، وغير كاتب". وهذا مذهب ضعيف.




                                                                                                                              الخدمات العلمية