الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1347 (باب منه )

                                                                                                                              وهو في النووي - في الجزء الثاني - في : (باب فضل قراءة «قل هو الله أحد » ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 95 ج6 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ ص: 578 ] عن عائشة ؛ أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : بعث رجلا على سرية . وكان يقرأ لأصحابه -في صلاتهم- ، فيختم بـ «قل هو الله أحد » .

                                                                                                                              فلما رجعوا : ذكر ذلك ، لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : «سلوه ، لأي شيء يصنع ذلك ؟ » . فسألوه ؛ فقال : لأنها صفة الرحمن ؛ فأنا أحب : أن أقرأ بها .

                                                                                                                              فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «أخبروه : أن الله يحبه » ) .


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة ، رضي الله عنها ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : بعث رجلا على سرية . وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم : بـ «قل هو الله أحد » . فلما رجعوا : ذكروا ذلك لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقال : «سلوه ، لأي شيء صنع ذلك ؟ فسألوه ؛ فقال : إنها صفة الرحمن ؛ فأنا أحب : أن أقرأ بها . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «أخبروه : أن الله يحبه » ) .

                                                                                                                              [ ص: 579 ] قال المازري : «محبة الله لعباده » : إرادة ثوابهم ، وتنعيمهم . وقيل : «محبته لهم » : نفس الإثابة ، والتنعيم ، لا الإرادة .

                                                                                                                              قال عياض : وأما «محبتهم له ، سبحانه » : فلا يبعد فيها الميل منهم إليه سبحانه . وهو متقدس عن الميل .

                                                                                                                              قال : وقيل : «محبتهم له » : استقامتهم على طاعته .

                                                                                                                              وقيل : الاستقامة «ثمرة المحبة » . وحقيقة المحبة له : «ميلهم إليه » لاستحقاقه سبحانه وتعالى : المحبة ، من جميع وجوهها . انتهى .

                                                                                                                              قلت : ولا حاجة إلى هذا القيل والقال . والذي يترجح عند الفحول - من أهل العلم - : تفويض معنى هذه الألفاظ إلى العزيز المتعال ، والإيمان بظاهرها : بلا كيف ، ولا مثال .

                                                                                                                              وقد وردت في هذه السورة : أحاديث ، دالة على عظيم فضلها ، وكثرة أجر تاليها ؛ منها : ما تقدم . ومنها : ما أخرجه البخاري ، من حديث أنس ، وفيه : «أن أصحاب الرجل ، قالوا له : إما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها ، وتقرأ بأخرى . ثم ارتفعوا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقال له : ما يحملك على لزوم هذه السورة ، في كل ركعة ؟ » فقال : إني أحبها . فقال : «حبك إياها : أدخلك الجنة » .

                                                                                                                              [ ص: 580 ] ومنها : حديث « أبي هريرة » عند مسلم ؛ قال لأصحابه - : «احشدوا . فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن » . ثم خرج ، فقرأ : «قل هو الله أحد » .

                                                                                                                              ومعنى «احشدوا » : اجتمعوا . قاله النووي «رحمه الله » .




                                                                                                                              الخدمات العلمية