الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              227 باب في قوله تعالى : لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل

                                                                                                                              وقال النووي - في الجزء الأول - : (باب بيان الزمن ، الذي لا يقبل فيه الإيمان ) .

                                                                                                                              [ ص: 684 ] (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 195 ج 2 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ؛ قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «ثلاث إذا خرجن ، لا ينفع نفسا إيمانها ، لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت في إيمانها خيرا ؛

                                                                                                                              طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض » ) .


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه ؛ (قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : ثلاث ) أي : ثلاث آيات ، (إذا خرجن ، لا ينفع نفسا إيمانها ، لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت في إيمانها خيرا ؛ طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض ) .

                                                                                                                              قال في(فتح البيان ): « يوم يأتي بعض آيات ربك قيل : هي علامات القيامة ، المذكورة في الأحاديث الثابتة ، عن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم . فهي التي إذا جاءت : « لا ينفع نفسا إيمانها .

                                                                                                                              قال : والكبرى منها عشرة : الدجال ، والدابة ، وخسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، والدخان ، وطلوع الشمس من مغربها ، ويأجوج ومأجوج ، ونزول عيسى ، ونار تخرج من عدن : تسوق الناس إلى المحشر . انتهى .

                                                                                                                              [ ص: 685 ] ومعنى «لم تكن آمنت من قبل » أي : قبل إتيان بعض الآيات . فأما التي قد كانت آمنت من قبل مجيء بعضها : فإيمانها ينفعها .

                                                                                                                              ومعنى أو كسبت في إيمانها خيرا أي : لا ينفع نفسا إيمانها - عند حضور الآيات - : متصفة بأنها لم تكن آمنت من قبل ، أو آمنت من قبل - ولكن لم تكسب في إيمانها خيرا - .

                                                                                                                              وفي(فتح البيان ): فحصل من هذا : أنه لا ينفع إلا الجمع بين الإيمان - من قبل مجيء بعض الآيات مع كسب الخير في الإيمان ؛ فمن آمن من قبل فقط ، ولم يكسب خيرا في إيمانه . أو كسب خيرا ولم يؤمن : فإن ذلك غير نافع .

                                                                                                                              قال السدي : يقول : كسبت في تصديقها عملا صالحا . فهؤلاء أهل القبلة ، وإن كانت مصدقة : لم تعمل قبل ذلك خيرا ، فعملت بعد أن رأت الآية : لم يقبل منها . وإن عملت قبل الآية خيرا ، ثم عملت بعد الآية خيرا : قبل منها .

                                                                                                                              وقال مقاتل : يعني : المسلم الذي لم يعمل في إيمانه خيرا ، وكان قبل الآية مقيما على الكبائر . والله أعلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية