الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              664 (باب منه ) وهو في النووي في الباب المتقدم .

                                                                                                                              (حديث الباب ) .

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 159 ج 4 المطبعة المصرية .

                                                                                                                              [حدثنا زهير بن حرب. حدثنا جرير عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها. وشرها آخرها.

                                                                                                                              وخير صفوف النساء آخرها. وشرها أولها"
                                                                                                                              .] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح) .

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه: (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها. وشرها آخرها" ) .

                                                                                                                              [ ص: 296 ] قال النووي: هي على عمومها؛ فخيرها أولها أبدا، وشرها آخرها أبدا.

                                                                                                                              "وخير صفوف النساء آخرها. وشرها أولها". أي: النساء اللواتي يصلين مع الرجال.

                                                                                                                              وأما إذا صلين متميزات، لا مع الرجال، فهن كالرجال: خير صفوفهن أولها، وشرها آخرها.

                                                                                                                              والمراد بشر الصفوف فيهما: أقلها ثوابا، وفضلا، وأبعدها من مطلوب الشرع. وخيرها بعكسه.

                                                                                                                              وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال، لبعدهن من مخالطة الرجال، ورؤيتهم، وتعلق القلب بهم، عند رؤية حركاتهم، وسماع كلامهم، ونحو ذلك.

                                                                                                                              وذم أول صفوفهن لعكس ذلك، والله أعلم.

                                                                                                                              والصف الأول الممدوح، الذي قد وردت الأحاديث بفضله، والحث عليه، هو الصف الذي يلي الإمام.

                                                                                                                              سواء جاء صاحبه متقدما أو متأخرا.

                                                                                                                              وسواء تخلله مقصورة ونحوها، أم لا.

                                                                                                                              قال النووي: هذا هو الصحيح، الذي يقتضيه ظواهر الأحاديث، وصرح به المحققون. انتهى.

                                                                                                                              وقيل غير ذلك، مما هو باطل وضعيف.




                                                                                                                              الخدمات العلمية