الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              939 [ ص: 446 ] (باب التسبيح والتحميد والتكبير في دبر الصلاة )

                                                                                                                              وقال النووي : (باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 95 ج 5 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عطاء بن يزيد الليثي، ، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين. وكبر الله ثلاثا وثلاثين. فتلك تسعة وتسعون. وقال: (تمام المائة ) : لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه: (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                                                                                                                              "من سبح الله في دبر كل صلاة" ) .

                                                                                                                              بضم الدال. هذا هو المشهور في اللغة، والمعروف في الروايات.

                                                                                                                              [ ص: 447 ] وقال أبو عمرو المطرزي في كتابه "اليواقيت": (دبر كل شيء ) بفتح الدال: آخر أوقاته من الصلاة وغيرها.

                                                                                                                              وقال: هذا هو المعروف في اللغة. وأما الجارحة؛ فبالضم.

                                                                                                                              قال الداودي عن ابن الأعرابي: (دبر الشيء ودبره ) بالضم، والفتح:

                                                                                                                              آخر أوقاته.

                                                                                                                              والصحيح: الضم. ولم يذكر الجوهري وآخرون غيره.

                                                                                                                              "ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين؛ فتلك تسعة وتسعون. وقال تمام المائة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر".

                                                                                                                              ظاهر هذا الحديث: أنه يسبح هذا العدد، ويكبر مستقلة، ويحمد كذلك.

                                                                                                                              وأما قول سهيل في رواية أخرى: (إحدى عشرة، إحدى عشرة )

                                                                                                                              فلا ينافي الرواية المذكورة.

                                                                                                                              بل معها زيادة يجب قبولها.

                                                                                                                              وفي رواية: أن التكبيرات أربع وثلاثون. وكلها زيادات من الثقات، [ ص: 448 ] واجبة القبول. فينبغي أن يحتاط الإنسان فيأتي بثلاث وثلاثين تسبيحة؛ ومثلها تحميدات، وأربع وثلاثين تكبيرة، ويقول معها: لا إله إلا الله إلخ. ليجمع بين الروايات.




                                                                                                                              الخدمات العلمية