الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1059 (باب في انتظار الصلاة وفضل الجماعة )

                                                                                                                              وقال النووي : (فضل الصلاة المكتوبة في جماعة؛ وفضل انتظار الصلاة، وكثرة الخطا إلى المساجد، وفضل المشي إليها ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 165 ج5 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي صالح، ، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ص: 472 ] "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته، وصلاته في سوقه، بضعا وعشرين درجة. وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد. لا ينهزه إلا الصلاة. لا يريد إلا الصلاة. فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة. وحط عنه بها خطيئة. حتى يدخل المسجد. فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه. والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه. يقولون: اللهم! ارحمه. اللهم! اغفر له. اللهم ! تب عليه. ما لم يؤذ فيه. ما لم يحدث فيه". ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) ، رضي الله عنه (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته، وصلاته في سوقه؛ بضعا وعشرين درجة ) .

                                                                                                                              أي: صلاته منفردا فيهما. هذا هو الصواب.

                                                                                                                              وقيل فيه غير هذا. وهو قول باطل، نبهت عليه لئلا يغتر به.

                                                                                                                              والبضع بكسر الباء، وفتحها. وهو من الثلاثة إلى العشرة. وهذا هو الصحيح.

                                                                                                                              [ ص: 473 ] والمراد هنا: خمس وعشرون؛ وسبع وعشرون، درجة. كما جاء مبينا في الروايات السابقات.

                                                                                                                              "وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء. ثم أتى المسجد. لا ينهزه إلا الصلاة".

                                                                                                                              بفتح أوله، وفتح الهاء، وبالزاي، أي: لا تنهضه، ولا تقيمه.

                                                                                                                              وهو بمعنى قوله بعده: (لا يريد إلا الصلاة ) .

                                                                                                                              فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة. حتى يدخل المسجد. فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم، مادام في مجلسه الذي صلى فيه. يقولون: اللهم ! ارحمه. اللهم ! اغفر له. اللهم ! تب عليه؛ ما لم يؤذ فيه. ما لم يحدث فيه".

                                                                                                                              وفي رواية أخرى: (قلت: ما يحدث؟ قال: "يفسو، أو يضرط" ) .

                                                                                                                              وفي أخرى: "لا يزال أحدكم في صلاة، ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة".

                                                                                                                              وفي أخرى: "أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة، في صلاة مالم يحدث. تدعو له الملائكة: اللهم ! اغفر له. اللهم ! ارحمه".

                                                                                                                              وفي الباب أحاديث.




                                                                                                                              الخدمات العلمية