الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                                        السنن الكبرى للنسائي

                                                                                                                        النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        82 - أسماء بنت عميس رضي الله عنها

                                                                                                                        8528 - أخبرنا موسى بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثني بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : دخلت أسماء بنت عميس على حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - زائرة ، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه ، فدخل عمر على حفصة ، وأسماء عندها ، فقال عمر حين رأى أسماء : من هذه ؟ قالت : أسماء بنت عميس . قال عمر : الحبشية هذه ، البحرية ؟ فقالت أسماء : [ ص: 466 ] نعم ، فقال عمر : سبقناكم بالهجرة ، فنحن أحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم ، فغضبت وقالت : كلا والله ، كنتم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم ، وكنا في دار - أو في أرض - العدى البغضاء ، في الحبشة ، وذلك في ذات الله ، وفي رسوله صلى الله عليه وسلم ، وايم الله ، لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن كنا نؤذى ونخاف ، فسأذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لا أكذب ولا أزيد على ذلك ، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : يا نبي الله ، إن عمر قال : كذا وكذا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما قلت ؟ قالت : قلت : كذا وكذا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس بأحق بي منكم ، وله ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أهل السفينة هجرتان .

                                                                                                                        قالت : فلقد رأيت أبا موسى رضي الله عنه ، وأصحاب السفينة يأتوني أرسالا ، يسألون عن هذا الحديث ، ما من الدنيا شيء هو أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                        قال أبو بردة : قالت أسماء : فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد مني هذا الحديث
                                                                                                                        .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية